الانسان والجن


بسم الله الرحمن الرحيم،
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الكون وما فيه من أجرام سماوية، علمَ الانسان من العلم ما ينفع به نفسه والبشرية أجمعين ووضع لنا علامات ودلائل على عظمة خلقه، وآيات لنا في الأرض والسماء لنتذكره سبحانه في كل وقت. ولكن مع تطور الزمن والعلم، طمع الانسان في أن يبحث ويتدخل في غيبيات الخالق عز وجل، حتى أنه أصبح يفسر من القرآن ما يدعي فيه من القول والفعل على الله سبحانه وتعالى. فبعد أن قرأت تفسيرالدكتور علي منصور الكيالي في موضوع أبواب السماء تفاجأت بان هذا القول لم يكن مبني على أي حقائق علمية أو فلكية، بل بني على فكر محدود الأفق.
فقد ذكر الدكتور علي أن هنالك أبواب في السماء يخرج منها الإنسان ولا يخرج منها الجن وأنها ترجم إن حاولت ذلك، بمعنى آخر أكد أن أبواب السماء هي في سمائنا التي نراها وأننا نخرج منها كيف نشاء، بل أنه حدد أن هذه الأبواب الوهمية ثابتة فوق بعض الدول، واستدل بذلك على مواقع منصات إطلاق الصواريخ حول الأرض والتي تفاجأت من المغالطات التي ذكرها. هذه المعلومة غير حقيقية، روسيا تطلق الصواريخ من كازخستان لأن هذه المنصة بنيت من قبل الاتحاد السوفياتي في الماضي وما زالت روسيا تديرها وتنفق عليها ويتم إطلاق الصواريخ منها حتى العام 2018 حيث ستنتقل هذه العملية إلى موقع جديد في قلب روسيا واسم المنصة الجديدة هو فستوجني.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فمنذ أن بدأت برنامجها لغزو الفضاء أطلقت جميع رحلاتها من منصة كيب كنافرال في فلوريدا وهي مازالت تطلق رحلاتها من نفس الموقع بالإضافة إلى وجود عدد آخر من المنصات منتشرة فيها. فرنسا كذلك لها منصت إطلاقها الخاصة بها وتسمى مركز جويانا للفضاء، وهناك أيضا عدد كبير من المنصات الأخرى في أوربا لاطلاق الصواريخ. إذن لا يمكن القبول بفكرة وجود مواقع ثابته كما ادعى.
أما بالنسبة للانطلاق عموديا، فهذه أيضا معلومة خاطئة، حيث يمكن للجميع مشاهدة إطلاق الصواريخ في الأفلام المتوفرة على الإنترنيت والتي دائما ما تنطلق عاموديا لثواني معدودة ومن ثمة تبدأ بالميلان بزاوية لتسهل على المركبة الخروج من الغلاف الجوي دون التأثير على رواد الفضاء من قوة الجاذبية السلبية والتي تبلغ قوة ضغطها إلى أضعاف ما يتعرض له الطيارين الحربيين. إذا لا يوجد هناك انطلاق عمودي أبدا.
واستشهد الكاتب بصعود نبينا عليه الصلاة والسلام في يوم المعراج كدليل على ما ظنَ أنه الصواب، ولكن لا يمكن النظر إلى المعجزات على أنها دليل لما يجري في حياتنا اليومية. فالمعجزات هي ما لا يمكن للإنسان ان يصل إليه مهما بلغ إليه من علم في الفيزياء أو غيرها من العلوم، وتبقى المعجزات من نصيب الأنبياء ليظهر بها الله سبحانه وتعالى دلائل النبوة للأمة.
وبالنسبة لما ذكر الدكتور في مقاله عن أن هناك شهب رصدا على هذه الأبواب، هو دليل آخر لا يمكن القبول به، نعم هناك أكثر من عشرة آلاف شهاب تدخل الغلاف الجوي كل ساعة حسب بعض الدراسات ولكن هذه الشهب عبارة عن حبيبات رمل صغيرة الحجم بل أن البعض منها لا يرى إلى بالميكروسكوب، ولا يمكننا الاستشهاد بها بأنها هي رجم الشياطين حيث أن الرجم من علم الغيب الذي لا نراه ولا نعلم به ولى على أي ارتفاع يحدث هذا الرجم.
أما ما ادعاه عن قفزة فيليكس فلا أعلم من أين أتى بهذا العلو والذي لم يذكر لا في الإعلام الغربي أو العربي، فالكل شاهد تلك المغامرة العجيبة وعلم الجميع أنها كانت من ارتفاع 38,969م من سطح الأرض.
خلاصة القول إن كل ما ذكر في مقالة الدكتور علي منصور الكيالي هو غير صحيح من الناحية الشرعية والعلمية، فردي هذا على هذه المقالة لأنه تم تداولها بين الكثير من الناس فوددت أن أظهر الصواب من الخطأ، وكل ما ذكرته متوفر على الإنترنت وليس من اكتشافاتي أو إبداعي، كما أود أن أوضح أن هذا الرد هو على المقالة المنشورة ولا أعلم إن كانت هي من قول الدكتور أو من غيره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمان بن جبر آل ثاني

comments

 
Top